عندما اوقعت القرعة الاوروبية فريقي البايرن وبرشلونة وجها لوجه بربع نهائي الابطال، الكثير اعتقد بأنها قمة كروية ممتعة لن تتكرر الا قليلا وتستحق انتظارها بشغف ومتابعتها عن كثب.
ولكن ما حدث في النوكامب بالامس القريب كان اشبه بالمسرحية، ابطال سحرة يفعلون ما لا يتقبله العقل البشري، ويجتذبون حشدا كبيرا ممن يبتغون الابهار والمتعة لمشاهدة افعالهم الخارقة عن الطبيعة.
فقد كان زعيم وديكتاتور البوند سيلغا ضيفا عزيزا على قلوب الكتالونيين فقد اشفق على حاله الكثير بعد الاداء الهزيل الذي قدمه خلال هذا اللقاء فهو بالفعل اسفل بكثير من برشلونة وليس الاعلى وحين شاهدت اللقاء وخاصة الشوط الاول وددت ان ارى مكان البافاري فولفسبورغ فاعتقد أن حاله سيكون افضل بكثير من زعيمه.
فقد كان لاعبو البايرن مجرد حائط صد يتلاعب به كل من ميسي وايتو وهنري وزافي وانيستا، ولم اشاهد أي سمة تكتيكية للفريق الالماني ولو اضعف الايمان الضغط على صاحب الكرة وتضييق المساحات امامه لكي لا يتمكن من ايصالها الى الامام.. فقد كان مسالما تماما يفعل به برشلونة ما يشاء فلم اجد سوى شوارع واسعة يتحرك فيها الكتالونيون احرارا دون رقابة ولم ار من قبل فريقا شن شبه هجمة خلال 39 دقيقة في شوط واحد، فلا اعتقد أن البرشا قد سرق اللقاء ولكن البافاريين هم من ضاعوا امام اول اختبار جدي لهم.. هذا هو حال الكرة الالمانية امام نظيرتها الاسبانية ولست بصدد الخوض في الامور الفنية لكوني لم اشاهد خطة ألمانية تتبع في المباراة والعكس لاصحاب الارض الذين كانوا يولون اهتماما بالمراقبة اللصيقة للفرنسي ريبيري في الحالة الدفاعية التي لم يطبقها سوى عدد قليل جدا خلال ال 90 دقيقة، اما في الهجوم فقد اعطى برشلونة دروسا حقيقية للكرة الالمانية حول كيفية شن الهجمات المتتالية عن طريق الاطراف من خلال ميسي وهنري وحتى الظهير الفيس ومن العمق عن طريق زافي وانيستا ولعب الكرات البينية لايتو، وخلال هذا لم يستطع الدفاع البافاري سوى التراجع للخلف ومشاهدة اقدام الثلاثي ميسي وهنري وايتو وهم يداعبون الكرة من امامهم.
اما الآن فالمتابعون ينتظرون بفارغ الصبر يوم الثلاثاء المقبل لمشاهدة ما سيفعله السحرة بملعب الاليانز القابع بميونيخ على الرغم من انني اعتقد ان الكتالونيين سيكملون الجزء الثاني من مسرحية الابداع التي قدموها بالنوكامب، كما انني متأكد من ان البافاريين سينظرون في حسرة الى كأس البطولة الغالية مرفوعا بسماء روما من قبل أي فريق غيرهم، مثلما فعل الازوري عندما رفع كأس العالم بسماء برلين، واثبت بايرن بأنه »الاسفل«.